نظرة عامة على الإنجيل

أولا: معنى كلمة إنجيل

" إنجيل" كلمة يونانية الأصل معناها خبر مفرح، وهذا الخبر هو بشرى مجيء المُخَلِّص السيد المسيح. فأعطى روح الله القدوس إلى رسله الأطهار أن يكتبوا ما أوحي لهم من النبوات والتعاليم والسيرة والأحاديث والتفاسير التي تنفع كل من يقرأها، هاديا ومؤكدا على عبادة الله الواحد.

فالكتاب المقدس كله هو إنجيل واحد في أجزاء متكاملة تسمى أسفار وبشائر ورسائل مقسمة إلى فصول وآيات. ويمكن أن تطلق لفظة إنجيل على مجمل الكتاب المقدس أو حتى على جزء منه.

ثانيا: محتوى إنجيل النصارى

( أ ) عهد قديم: وهو الوحي قبل مجيء المسيح.

(ب) عهد جديد: وهو الوحي بعد مجيء المسيح.

( أ ) أجزاء العهد القديم:

1- الأسفار التشريعية

(من سفر التكوين إلى سفر التثنية): كتبها موسى بالوحي الإلهي، يخبرنا عن خلق السماوات والأرض وما فيهما من كائنات، وقيام الله المحب أيضا بخلق كل من آدم وحواء ليعيشا في الجنة التي أبدع في وصفها.

وكان الله يعلم أنهما سيعصيانه، فأعد وسيلة الإنقاذ ليقدمها للإنسان إذا أراد أن يرجع إليه معترفا بعجزه وانعدام حيلته. فلم يكن من المقبول بقاؤهما في جنة الحضور الإلهي بعدما تبعا مكر الشيطان وتناولا من الشجرة المحرمة. لكن الله قام بتغطية عري (من عار) خطية آدم وحواء قبل طردهما من الجنة، وقد استخدم جلد الحيوان كإشارة للأضحية والكفارة.

كما نقرأ في هذه الأسفار أيضا عن تمرد البشر على الله وشروعهم في بناء برج (أسموه بابل) ليناطح سماءه، حيث بلبل الله ألسنتهم عقابا لهم على خطيتهم فاختلفت لغاتهم. وبعدها غرقوا جميعا -ماعدا نوح وأسرته- بالطوفان الذي أتى به الله عليهم. وجاء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب (أبو الأسباط) من نسل نوح. وغَيَّرَ الله اسم يعقوب ليكون اسمه إسرائيل ومعناه أمير الله. وقد أعان الله أبناء إسرائيل رغم عدم صلاحهم. لكنه تركهم فيما بعد ليكونوا عبيدا لفرعون مصر تأديبا لهم.

ثم نقرأ بعدها سيرة موسى وتحريره لشعب إسرائيل من يد فرعون مصر، بعد أن ضرب الله فرعون وشعبه بيده القديرة. وقد أعطى الله الشريعة والوصايا العشر بيد موسى. فتجد في كتب الوحي تلك - كما أشرنا من قبل - العديد من التنبؤات عن مجيء المسيح.

2- الأسفار التاريخية

(من يشوع إلى أستير): وفيها نرى كيف تتأثر حياة الشعوب نتيجة لتجاوبهم مع الله، كما في أيام الملك شاؤل والملك داود والملك سليمان الذي انقسمت إسرائيل في عهد ابنه رحبعام إلى مملكتين:

أ- المملكة الشمالية: السامرة ب- والمملكة الجنوبية: اليهودية.

3- الأسفار الشعرية

وهى تبين كيف تنتعش حياة الناس وتتغير حياة الشعوب، عندما يتذوقون نعمة الله. ومنها سفر أيوب ومزامير داود وكتب سليمان الحكيم.

4- أسفار التنبؤات (الطويلة والقصيرة):

وفيها يبين الله للناس أسباب معاناتهم مذكرا إياهم بما أنبأ به آباءهم عن مجيء المُخَلِّص المولود من العذراء، المسيح الوديع والمتواضع الذي سيرفضه كل عنيد متجبر.

ثم توقف الوحي الإلهي فترة 400 عام أطلق عليها البعض عصر انتظار الافتقاد الإلهي وتَوَقُّع مجيء المسيح المنتظر.

(ب) أجزاء العهد الجديد:

5- البشائر الأربعة

(متى ومرقس ولوقا ويوحنا): ونقرأ فيها عن مجيء المسيح تحقيقا للتنبؤات والإشارات التي أوحى بها الله إلى أنبيائه في القديم. وقد أكد المسيح دائما انه لم يأت لينقض ذلك الوحي بل جاء ليتممه. ومع هذا فإن إبليس يحاول تضليل البشر وإيهامهم بأنه قد حرف الوحي الإلهي ومسخه.

لذلك فإن الله يدعو الإنسان أن ينتبه ويعود إليه فيغفر له. لكن غفران الله مشروط بدفع أجرة خطيتنا الرهيبة وعصياننا له. فالقضاء النزيه لابد وان يطبق القانون وإلا أُعتبر القضاء متواطئا مع المجرم، الذي سيهتف عندئذ ويقول يحيا عدم العدل!! ويتحول المجتمع إلى بؤرة فساد كبيرة. فماذا نتوقع من المجتمع كله عندما يفسد القضاء؟ فلو غفر الله لنا بدون قصاص فإن الكون كله سيتحول إلى فوضى أخلاقية رهيبة. لكن حاشا لله أن يتهاون في عدله، فهو لم يحكم ببراءتنا. إلا بعدما أرسل المسيح البار الذي هو كلمته وروح منه، فقام المسيح بحمل أوزار البشر مثل الخروف أو الكبش الإلهي الطاهر الذي تم ذبحه بدلا من ابن إبراهيم.

6- سفر الأعمال:

ومنه نعرف كيف اهتدى الناس فاتحين قلوبهم للإيمان فرحين رغم الاضطهادات التي أثارها ضدهم إبليس، بدءا من مكائد اليهود المتظاهرين بالتدين، ووصولا إلى اضطهاد الرومان وتعذيبهم لهم. لكنهم استمروا في نشر الدعوة باذلين دم أنفسهم لا دماء الآخرين، من أجل توصيل البشارة إلى الجميع.

7- الرسائل:

وفيها نجد شرح تعاليم المسيح وتطبيقاتها في الحياة العملية.

8- سفر الرؤيا:

وفيه يبين الوحي حال المؤمنين في عصر الاضطهاد وإلى مجيء المسيح ثانية ليدين المسكونة كلها بالعدل.

ملحوظة: الكلمات الآتية أصلها عبري ونوضح هنا معناها باللغة العربية: سفر = كتاب ، توراة = تعليم، نظام، شريعة

الأبوكريفا أو الكتب القانونية الثانية:

هي كتب تاريخية وتعليمية كتبها بعض الآباء قديما. ويمكن لكل مؤمن أن يقرأها، وإن كان من المفضل أن نعطي الأولوية المطلقة لقراءة كتاب الوحي المقدس المعروف لجميعنا.

ثالثا: طريقة قراءته

إن الذي يقرأ كلام الله المقدس لابد أن يتخذ قرارا وموقفا مصيريا. فإما أن يقبله فتتجدد حياته باستنارة عجيبة، أو يرفضه فيرفض الله نفسه! وعندئذ يرفضه الله فيصبح ذلك الإنسان غير مستحق لرحمته سبحانه. فإذا أردت أن تقرأ ذلك الكتاب فعليك بالآتي:

1- اقرأه بخشوع القلب المغسول من كل دنس ورياء واطلب من الله أن يفتح عينيك لتفهم منه ما يريد أن يعلمه لك.

2- اقرأه بترتيب وبتسلسل .

3- تعرَّف على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في زمن كتابة الوحي لتفهم المقصود من بعض التعبيرات التي قد تكون غير مألوفة لنا الآن.

4- تدارسه مع أشخاص محايدين وتشارك بما استفدته مع آخرين أيضا.

5-اعرف الرموز التي تستخدم حالياً للإشارة إلى مواضع الآيات في الكتاب المقدس مثل: (يو 3 : 16 - 18)

ومعناها: بشارة يوحنا، الإصحاح الثالث، الآيات من16 إلى 18)

وفيما يأتي أسماء أسفار الكتاب المقدس، مع الرمز الخاص المستخدم لكل منها:

العهد القديم

بالترتيب: تكوين (تك)، خروج (خر)، لاويين (لا)، عدد (عد)، تثتية (تث)، يشوع (يش)، قضاة (قض)، راعواث (را)، صموئيل الأول (1صم)، صموئيل الثاني (2صم)، ملوك الأول (1مل)، ملوك الثاني (2مل)، أخبار الأيام الأول (1أخ)، أخبار الأيام الثاني (2أخ)، عزرا (عز)، نحميا (نح)، استير (اس)، أيوب (أي)، مزامير (مز)، أمثال (أم)، جامعة (جا)، نشيد الأنشاد (نش)، اشعياء (اش)، ارميا (ار)، مراثى ارميا (مرا)، حزقيال (حز)، دانيال (دا)، هوشع (هو)، يوئيل (يؤ)، عاموس (عا)، عوبديا (عو)، يونان (يون)، ميخا (مي)، ناحوم (نا)، حبقوق (حب)، صفنيا (صف)، حجى (حج)، زكريا (زك)، ملاخي (مل).

العهد الجديد

بالترتيب: متى (مت)، مرقس (مر)، لوقا (لو)، يوحنا (يو)، أعمال الرسل (أع)، رومية (رو)، كورنثوس الأولى (1كو)، كورنثوس الثانية (2كو)، غلاطية (غل)، أفسس (أف)، فيلبى (في)، كولوسى (كو)، تسالونيكى الأولى (1تس)، تسالونيكى الثانية (2تس)، تيموثاوس الأولى (1تيمو)، تيموثاوس الثانية (2تيمو)، تيطس (تى)، فيلمون (فل)، عبرانيين (عب)، يعقوب (يع)، بطرس الأولى (1بط)، بطرس الثانية (2بط)، يوحنا الأولى (1يو)، يوحنا الثانية (2يو)، يوحنا الثالثة (3يو)، يهوذا (يه)، رؤيا يوحنا (رؤ).

يقول الوحي: " أنت بلا عذر أيها الإنسان" (رومية2: 1).

فلنأخذ الحذر إذ: " انه وضع للناس أن يموتوا مرة (واحدة) ثم بعد ذلك الدينونة(الأبدية)" (عبرانيين9: 27).

ويخاطبنا المسيح: " ها أنذا واقف على الباب (باب قلبك) واقرع (اطرق الباب) إن سمع أحد صوتي وفتح الباب. ادخل إليه وأتعشى معه (تكون بيننا علاقة حميمة) وهو معي" (رؤيا3: 20).

الغلاف
إنكليزي English

أرسل إلينا
أسئلتك
آدم
نوح
إبراهيم
يعقوب
يوسف
موسى
يونان
أيوب
داود
سليمان
أشعياء
يوحنا أو يحي المعمدان
المسيح كلمة الله
محمد في إنجيل برنابا
الإنجيل الصحيح
محتوى الإنجيل المقدس
روابط عربية
تحميل مجاني:
المصحف الشريف
(القرآن الكريم)

توراة موسى ومزامير داود وحكمة سليمان وإنجيل المسيح