نـوح: الناجي من الطوفانمن كتاب التكوين الفصول 5 إلى 9 نسب أخنوخ ونوحشيث ولد أنوش، وعاش تسع مائة واثنتي عشر سنة ومات. أنوش ولد قينان، وعاش تسع مائة وخمس سنين ومات. قينان ولد مهللئيل، وعاش تسع مائة وعشر سنين ومات. مهللئيل ولد يارد، وعاش ثماني مائة وخمسا وتسعين سنة ومات. يارد ولد أخنوخ، وعاش تسع مائة واثنتين وستين سنة ومات. أخنوخ ولد متوشالح. وكانت كل أيام أخنوخ مائة وخمسا وستين سنة. وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه. متوشالح ولد لامك، وعاش تسع مائة وتسعا وستين سنة ومات. لامك ولد نوحا، وعاش سبع مائة وسبع وسبعين سنة ومات. وكان نوح ابن مائة سنة، وولد نوح ساما وحاما ويافث. ضلال الإنسان يُغضب اللهوحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، قال الله: الإنسان هو بشر وتكون أيامه مائة وعشرين سنة. ورأى الله أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فقال الله أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. وأما نوح فوجد نعمة في عيني الله. ورأى الله الأرض فإذا هي فسدت. إذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الأرض. س : لماذا يسهل على الإنسان أن ينجرف في تيار المجتمع المحيط به؟إنه قانون توريث الخطية بالفطرة حيث يصبح المعروف لدى المجتمع عرفا ودينا لكل فرد فيه، ويُعتبر غير المعروف منكرا وإثما كبيرا.الله ينقذ نوحافقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي. لأن الأرض امتلأت ظلما منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر. تجعل الفلك مساكن، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار، وهكذا تصنعه: ثلاث مائة ذراع يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا عرضه، وثلاثين ذراعا ارتفاعه، وتصنع كوا للفلك، وتكمله إلى حد ذراع من فوق. وتضع باب الفلك في جانبه. مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله. فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت. ولكن أقيم عهدي معك، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. س : لماذا كان من الصعب على الناس في أيام نوح أن يتخيلوا حدوث طوفان حقيقي؟لأنهم لم يعرفوا أو يسمعوا عن حدوث أي طوفان من قبل. هذا علاوة على السبب الرئيسي وراء انغلاق بصيرتهم، وهو معصيتهم وبعدهم عن الله.الحيوانات تدخل الفلكقال الله: ومن كل حي -ذي جسد- اثنين من كلٍ تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى. من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين من كلٍ تدخل إليك لاستبقائها. وأنت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك فيكون لك ولها طعاما. ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. الطوفانوقال الله لنوح: لأني بعد سبعة أيام أيضا أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة. ففعل نوح كل ما أمره به الله. ودخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان. وأغلق الله عليه. وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض. في سنة ست مائة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء، وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك فارتفع عن الأرض فكان الفلك يسير على وجه المياه . وتغطت جميع الجبال الشامخة. فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش وكل الزحافات التي كانت تزحف على الأرض وجميع الناس. وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط. وتعاظمت المياه على الأرض مائة وخمسين يوما. س : ماذا كان -في ظنك- رد فعل الناس في أيام نوح عندما حدث الطوفان؟لا بد أن المفاجأة صدمتهم، إذ لم يتوقعوا أن تأني الله سوف يعقبه طوفان من الغضب.انتهاء الطوفانأجاز الله ريحا على الأرض فهدأت المياه. وانسدت ينابيع الغمر وطاقات السماء. ورجعت المياه رجوعا متواليا. وبعد مائة وخمسين يوما نقصت المياه، واستقر الفلك في الشهر السابع -في اليوم السابع عشر- من الشهر على جبال أراراط. وفى الشهر العاشر ظهرت رؤوس الجبال. وحدث من بعد أربعين يوما أن نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها وأرسل الغراب. فخرج مترددا.ثم أرسل الحمامة من عنده ليرى هل قلَّت المياه عن وجه الأرض. فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها، فرجعت إليه إلى الفلك. فلبث سبعة أيام أيضا أُخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك. فأتت إليه الحمامة عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض. فلبث سبعة أيام أُخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه. فكشف نوح الغطاء فإذا وجه الأرض قد نشف. س : لماذا لم يعد الغراب الذي أرسله نوح خارج الفلك لتقصي حالة الأرض رغم أنه لم يكن هناك أخضر بعد ولا يابس؟لقد وجد الغراب ضالته المنشودة وغذاءه المفضل في جثث الغرقى التي كانت تطفو على وجه المياه بعد أن توقف الطوفان.وعْد الله بعد الطوفانوكلم الله نوحا قائلا: أخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك وكل الحيوانات. وبنى نوح مذبحا لله، وأصعد محرقات لله على المذبح. فتنسم الله رائحة الرضا وقال لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لان تصور قلب الإنسان شرير منذ حداثته ولا أعود أميت كل حي كما فعلت. مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء. وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم: اثمروا واكثروا واملأوا الأرض. كل دابة حية تكون لكم طعاما. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحما حيا بدمه لا تأكلوه. وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم: لا يكون طوفان ليخرب الأرض. وضعت قوسي في السحاب، فيكون متى انشر سحابا على الأرض وتظهر القوس في السحاب، أنى أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد فلا تكون أيضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد. وابتدأ نوح يكون فلاحا، وغرس كرما. وعاش تسع مائة وخمسين سنة ومات. س : ماذا نتعلم من الطوفان الذي حدث في أيام نوح؟- إن الله يكره الخطية لأنها تعبير عن ابتعاد قلب الإنسان عنه سبحانه، وان
دينونته حقيقية صارمة وهي لابد قادمة.
|
الغلاف
|